أَرْكَانُ الشُّكرِ

أركان الشكر

الحمد لله وكفى، وسلام على عباده الذين اصطفى،

ثم أما بعد. . .

أيها المسلمون إن نعم الله علينا متتالية وقيدها الشكرُ، والله يقول : ﴿وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ ۖ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ﴾ ( سورة إبراهيم: 7 ) فقَيدُ النعمةِ شكرُ المُنعِم، والشُّكْرُ مبني على ثلاثة أركان.

قال ابن القيم رحمه الله عن الشكر :

"وهو مبني على ثلاثة أركان: الاعتراف بها باطناً، والتحدث بها ظاهراً، وتصريفها في مرضاة ولِيِّها ومُسدِيها ومُعطِيها، فإذا فعل ذلك فقد شكرها مع تقصيره في شكرها"

" انتهى من "الوابل الصيب" (ص5) .

ذكر ابن القيم رحمه الله أركان الشكر، أي على العبد عندما يشكر الله عز وجل عليه أن يبني شكره على هذه الأركان

الأول: الاعتراف بها باطنا؛أي في قرارة نفسه يُقِرُّ ويعتَرف أن هذه النعمة من الله، وأنه لولا فضل الله عليه ونعمتُه ما حصلت هذه النعمةُ له، سواء كانت النعمة دينية أو دنيوية. والله يقول : ﴿وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ ۖ﴾ (سورة النحل: 53)

الثاني: أي في ظاهره يتحدث بها شكرا وحمدا وثناء على المنعم سبحانه وتعالى والله يقول : ﴿وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ﴾ (سورة الضحى: 11)

الثالث: أن يستعملها في مرضاة الله، واستعمال النعمة فيما يرضي الله عز وجل هذا من شكر النعمة، واستعمالها فيما يسخط الله تبارك وتعالى هذا من كفر النعمة، والله يقول : ﴿اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْرًا ۚ﴾ (سورة سبأ: 13)

ثم قال ابن القيم رحمه الله : فإذا فعل ذلك فقد شكرها مع تقصيره في شكرها؛ أي إذا قام العبد بهذه الأركان الثلاثة فقد شكر الله عز وجل كما أمر، مع تقصير في شكرها؛ لأنك مهما اجتهدت في شكر الله فلا تزال مقصرا غير موفيا حق الشكر لنعمة الله سبحانه وتعالى عليك.

والتوفيق بيد المنعم، فنسأل الله سبحانه وتعالى أن يعيننا على ذكره وشكره وحسن عبادته.

والله تعالى أعلم ، وصلَّى الله وسلَّم على عبد الله ورسوله نبيِّنا محمَّد وآلِه وصحبه.

%%%%